رسالة الشيخ اليعقوبي الى مدير امن الحوزة في زمن المجرم صدام

من طرف النبأ22 الخميس نوفمبر 13, 2008 5:02 am

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد وعلى آله ومن والاه

...............حضرة الحاج (العزيز ) دامت توفيقاته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحب أن أفتتح رسالتي بما ورد من سيرة نبي الله خليل الرحمن أبراهيم (عليه السلام) ليكون حديثنا مباركآ ففي طريقه (ع) من بابل الى بيت المقدس مرّ على مدينه وبقي فيها أيامآ ثم لما قرر مغادرتها سار الملك في توديعه وقدّم أبراهيم (ع) أمانه ونزل عليه الوحي الأمين يأمره ان يتأخر عن الملك ويقدمه أمامه لأن الملك والسلطان له حرمته بأعتباره القائم على مصالح الناس وحفظ النظام الأجتماعي العام ولولاه لأختل المجتمع وأضطربت الأمور , بذلك سار الأئمة الهداة (عليهم السلام) فرضوا بأخذ ضريبة الخراج والمقاسمة من قبل السلطان وأعتبروها واصله اليه ومبرئه للذمه أمام الله تبارك وتعالى .

هكذا نحن ناس نظاميون ولسنا متمردين فأذا أحتجنا هوية الأحوال المدنية راجعنا دائرتها وأذا دعينا الى الخدمة العسكريه راجعنا دائرة التجنيد وفي الأمور التابعة الى دائرة الأمن لا نتأخر عن أستجابة دعوتهم للحضور في المديرية رغم أن أستدعاء شخص مثل موقفي يكون غير مناسب ويثير لغطآ كثيرآ ...... وأعتقد أن سلوكي هذا واضح منذ حياة السيد محمد الصدر وبعد وفاته حتى عبر السيد المدير العام عند لقائنا به قبل سنتين بأن (صفحتي بيضاء ) حيث لم أشارك في أية مسؤوليه أراها تتجاوز الخطوط الحمراء فلم أشترك في أصدار مجلة الهدى في حياة السيد لأنها لم تكن مأذونه رسميآ ولم أتصدى للقضاء الحوزوي فأنا ابن هذا البلد وأعرف بما ينبغي فعله ومالا ينبغي

أذكر هنا المقدمة لكي أصل الى نتيجه وهي أنني عندما أصدرت بعض الكتيبات كنت لاأرى في ذلك بأسآ فهذه الأصدارات الحوزويه مستمره ولايوجد عليها أعتراض من قبل الجهه المختصه على أنني حاولت فعلا تقديم أول كتبي ( الرياضيات للفقيه) الى رقابة المطبوعات وبقية النسخة الأصلية عندهم عدة أشهر وأعيدت اليّ بعد ألحاح شديد وفيها أعتذار عن الموافقه عن الطبع رغم أنه كتاب علمي بحت يربط بين المسائل الفقهيه والقضايا الرياضيه وقام بعض طلبة العلم بجمع أجوبة الأستفتاءات التي تصدر مني وتصنيفها وترتيبها وطبعها مما لست مسؤولأ عنه ولم أمانع في ذلك لأنه كتابات فقهيه أخلاقيه وفيها نصائح ومعالجات أجتماعية يعود أثرها الأيجابي على الجميع وقد تفاعل معها المجتمع بشكل ملحوظ وأثمرت عن عدة مصالح للدولة والمجتمع منتها:

1- أعراض المجتمع عن كتابات الغير خصوصآ تلك التي تأتي من وراء الحدود ومهما كانت عناوينهم كبيره في حين ان الجهات المختصه حاولت المنع من رواجها فلم تفلح كثيرآ لأن الناس بحاجه الى ثقافه فلما وجدو البديل في كتاباتي أعرضوا عنها تلقائيآ وهذه نتيجه مهمه لأن الذين يكتبون من خارج الحدود أو ينشرون قد لاتكون كتاباتهم ضمن الأطار المقبول

2- أن الأصدارات والنشرات الثقافية أصبحت مسيطرآ عليها فما لم يؤيد الكتاب من قبلي بحيث يذكر أسمي عليه فأنه لا يلقى رواجآ في السوق في حين كنا لاندري من الذي يكتب ومن الذي ينشر وما ذا يقول من كلمات وفي هذه الخطوره على جميع الأطراف .

3- انها تسد بعض الفراغ في المجتمع وتلبي بعض أحتياجاته في حين أن ترك الساحة فارغه يمكن ان يدفعهم الى بدائل أخرى لانستطيع أن نأمن ضررها

4- انها تربطهم بمرجعية داخل العراق تعيش وسطهم وظروفهم وتتفهم مصالحهم بعد أن تفرقوا على مرجعيات خارجيه

5- أنها تعالج بعض الظواهر المنحرفه في المجتمع وتهذب أخلاق الناس مما يساعد على تخليص المجتمع من الأنحراف والرذيلة والفساد وتوجيههم الى الهدوء والأخلاق والنظام .

كل هذه المصالح وضعتها نصب عيني حيث أستمررت بأصدار بعض الكتيبات شاعرآ بأنها مصالح مشتركة لابد أن تلقى تأييدآ من قبل الجهه المختصه . وفعلا أبلغني أكثر من مره جناب السيد رحيم أبو رغيف عنكم شخصيآ من أستمرارها بل عرض عليّ دعمها ماديآ ومعنويآ شكرت له ولكم هذا التفهم للموضوع وأعلمته بعدم الحاجه الى الدعم المادي لأني لا أتولى نشرها وأنما المجتمع هو الذي يقوم بذلك وأصبحت تدر أرباحآ جيده على القائمين بها حيث أنها (كسرت) سوق الكتب الأخرى على تعبير بعضهم. وقد نقل جناب السيد رحيم عنكم ملاحظتين نأخذها بعين الأعتبار الأولى ان لا نتدخل في الأمور السياسيه والثانية ان لانذكر فيها أسماء الكتب والمؤلفين غير المرغوب فيهم ونحن ملتزمون بذلك قبل أن ينقل ألينا هاتين الملاحظتين لأننا نعرف تكليفنا وما ينبغي علينا فعله وما لاينبغي .

ثم أكد عدم الممانعه هذه جناب السيد مدير أمن محافظة النجف لدى زيارته ( عباره غير واضحه ) طلب مني أن أعرض أي كتاب عليه قبل طبعه وقلت له أنني غير مسؤول عن طبع أكثر الكتب لأن بعض الطلبة يقوم بجمع أجوبة الأستفتاءات عن موضوع محدد فيطبعها ومع ذلك تعهدت بأن أحاول تلبية هذا الطلب وفعلا أتصلنا به وقلنا له توجد مجموعة أستفتاءات يريد أحد الطلبة طبعها ( عباره غير واضحه ) من يجلبه اليكم لتطلعوا عليها قبل الصبح وحدد موعدآ لذلك ولكن احدآ لم يأتي الى الآن ليستلمها وحن لم نعطي الأذن بطبعها أنتظارآ للأطلاع عليها والى الآن لم يطبع شئ أعرض لكم كل هذه التفاصيل بين أيدكم بأعتباركم الشخص الأول المسؤول عن هذه الجهه ومحل الشاهد أنني منذ جئت مؤخرآ بالتضييق الذي حصل على أصداراتي وأعتقال بعض من يتصدى لنشرها من طلبة الحوزة ( عباره غير واضحه) رغم أنني ما تجاوزت الأطار الموضوع لي ولاغفلت عن المصالح المشتركة التي ذكرتها آنفآ في هذه الأصدارات وما أدري لماذا هذا التغيير وما الذي حصل حتى (عباره غير واضحه ) بيننا ما دام لم تحصل مخالفة تذكر ولو حصلت مخالفه فلماذا لانصلحها بالحوار المفتوح فأني لم أغلق عقلي ولا قلبي ولانفسي عن هذا الحوار بل يمكن أجراء هذا الحوار بسهولة ولايحتاج الى كل هذه الأجراءات فأني كما ذكرت سابقآ منضبط وأحترم العهد والموازين ولست متمردآ ولم أقصر الألتزام بالشروط التي أشرت أليها وأنني لا أعتقد ان مثل هذه الأجراءات توقف الأصدارات لأنني لا أتخلى عن أجابة الأستفتاءات الفقيه والأخلاقية التي توجه المجتمع والمجتمع لايتخلى عن شعوره بالمسؤليه في طبع ونشر هذه الأجوبة . نعم يوقفها كلام مني أذا حصلت القناعه بذلك . وقد حاولت الأتصال بكم هاتفيآ مرات عديده ( عباره غير واضحه ) على الرقم الذي أعطانيه جناب السيد رياض النوري ألا أنني لم أفلح ففكرت بكتابة هذه الرسالة وأيصالها اليكم عن طريق جناب السيد رحيم وهدفي من ذلك أطلاعكم على الحال ولاسيما ( عباره غير واضحه ) وهذا الموضوع (عباره غير واضحه) لأن هذا التصرف الأخير مخالف لعدم الممانعه والتأييد الذي (عباره غير واضحه ) من خلال السيد رحيم .

أدعو الله تبارك وتعالى أن يديم عليكم (عباره غير واضحه ) ويزيد في توفيقكم ويأخذ بأيديكم لما فيه الخير والصلاح أنه نعم المولى ونعم النصير .

محمد اليعقوبي

8- رجب- 1422

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
					1	2
3	4	5	6	7	8	9
10	11	12	13	14	15	16
17	18	19	20	21	22	23
24	25	26	27	28	29	30