بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الأنتخابات العراقية والجزار - عبدالله البصري
صفحة 1 من اصل 1
الأنتخابات العراقية والجزار - عبدالله البصري
الأنتخابات العراقية والجزار
بواسطة عبدالله البصري
حيث كان الجزار يحد سكينه ويجهز كلاليبه ...
في تلك اللحظة كانت الخراف في الزريبة تعيش.. تاكل .. تشرب... وكأنها قد ادخلت تلك الزريبة بضمان الخلود!
دخل الجزار فجأة الى وسط الزريبة فأدركت "الخرفان" بحسها الفطري أن الموت قادم لامحالة!.... ووقع الاختيار على احد الخراف.....وأمسك الجزار بقرنيه يسحبه الى خارج الزريبة ..... ولكن ذلك الكبش كان فتيا في السن ذو بنية قوية وجسما ممتلئا وقرنين قويين .....وقد شعر برهبة الحدث وجبن الموقف وهو يقاد الى الموت.... فنسي الوصية رقم واحد من دستور القطيع ... وهي بالمناسبة الوصية الوحيدة في ذلك الدستور ... وكان قد سمع تلك الوصية قبل ساعات من كبار الخرفان في الزريبة .... وكانت الوصية تقول :- "حينما يقع عليك اختيار الجزار فلا تقاوم فهذا لن ينفعك بل سيغضب الجزار منك ويعرضك للضرب المبرح قبل الذبح وحياة افراد القطيع الى الخطر"!
قال هذا الكبش في نفسه "هذه وصية باطلة ودستور غبي لاينطبق حتى على قطيع خنازير ....فكيف بنا ونحن أشرف وأطهر!.... فاذا كانت مقاومتي لن تنفعني في هذا الموقف فمتى ستنفع؟...
اما قولهم ان مقاومتي ستغضب الجزار وقد يعرضني للضرب والأذى قبل الذبح والقطيع للخطر ...فهذا غباء... فالجزار لم يحتفظ بنا في هذه الزريبة الا وقد أعد عدته ورسم خطته ليذبحنا واحدا تلو الاخر"!
ومع علمي بقوة الجزار وحدة سكاكينه, الا انني قد افلح بعقر بطنه وانا اقاومه... فأنا لدي قرون قوية لا تكسر... ثم ادوس على رأسه بقدمي....
نعم..انا على يقين اني استطيع ان افعل ذالك اذاما شاغلته بقية الخرفان عندما يهم بضربي, وأن لم تفلح مقاومتي ...لا ضير...فالموت واحد....على الاقل سارهق الجزار.... ولعل احد الخراف ينجح في عقر بطنه في المرة القادمة!
انتفض ذلك الكبش انتفاضة الاسد الهصور... فاجأ الجزار...قاوم بعنف واستطاع ان يهرب من بين يديه ويندس وسط القطيع الذي وقف محملقا بغضب من تصرف الكبش الارعن!....ولكنه نجح في الافلات من الموت الذي كان ينتظره....
تفجر الجزارغيضا وغضبا من ذالك الكبش ولم يتتبعه....خشي ان اقترب منه ان يصبه اذا مظمور...ماذا لو اصبحت وسط القطيع وهاجمني كبش اخر؟!...امعن الجزار النظر في القطيع المكتظ يشتم الكبش ويلعنه ويتبرء من فعلته....واسرها في نفسه!
ثم أمسك الجزار بخروف اخر وجره من قرنيه وخرج به من الزريبة....
كان الخروف الاخير مسالما مستسلما ولم يبدي اية مقاومة.... الا صوتا خافتا يودع فيه بقية القطيع....
نال ذلك الخروف اعجاب جميع الخرفان في الزريبة... وكانت جميعها تثني عليه بصوت مرتفع ....تمجده وترفع صوره وتذكر محاسنه... ولم تتوقف عن الهتاف حتى قاطعها صوت الجزار الجهور وهو يقول:
بسم الله والله أكبر.
خيم الصمت على الجميع ....وخاصة بعد ان وصلت رائحة الموت الى الزريبة.... ولكنهم سرعان ماعادوا الى اكلهم وشربهم مستسلمين لمصيرهم الذي يرفض أي فكرة لمقاومته!.... وهكذا بقيت الخراف في الزريبة تنتظر الموت واحدا تلو الاخر.... وفي كل مرة ياتي الجزار ليأخذ احدها لاتنسى بقية الخراف بان توصيه على الموت على دستور القطيع "لا لا للمقاومة"
وتوفيرا للجهد كان الجزار اذاما دخل لياخذ خروفا للنحر ووجده والخراف هادئة ومطيعة, فانه يأخذ معه خروفا اخر!... وكل مازاد عدد الخراف المستسلمة ..... زاد طمع الجزار في أخذ عددا اكبر منها في المرة الواحدة!.... حتى وصل بالجزار الحال أن يمسك خروفا واحدا بيده وينادي خروفين اخرين او ثلاثة واكثر لتسير خلف هذا الخروف الى المسلخ وهو يقول:
"يالها من خراف مسالمة... لم احترم خرافا من قبل قدر احترمي لهذه الخراف ... انها فعلا خراف تستحق الاحترام".
كان الجزار من قبل يتجنب أن يذبح خروفا امام الخراف الاخرى حتى لايثير غضبها, وخوفا من أن تقوم تلك الخراف بالقفز من فوق سياج الزريبة والهرب بعيدا.... ولكنه حينما رأى استسلامها المطلق.... أدرك أنه كان يكلف نفسه فوق طاقته!..... وان خرافه تلك تملك من القناعة بمصيرها المحتوم ما يمنعها من المطالبة بمزيد من الحقوق... فصار يجمع الخراف بجانب بعضها... ويقوم بحد السكين مرة واحدة فقط .... ثم يقوم بسدحها وذبحها... والاحياء منها تشاهد من سبقت اليهم سكين الجزار... ولكن... كانت الوصية من دستور القطيع تقف حائلا امام أي احد يحاول المقاومة او الهروب... "لا تقاوم".
في مساء ذلك اليوم وبعد أن تعب الجزار وذهب لاخذ قسط من الراحة ليكمل في الصباح ما بدأه في ذلك اليوم ... كان الكبش الشاب قد فكر في طريقة للخروج من زريبة الموت واخراج بقية القطيع معه.... كانت الخراف تنظر الى الخروف الشاب وهو ينطح سياج الزريبة الخشبي مندهشة من جرأته وتهوره.... لم يكن ذلك الحاجز الخشبي قويا..... فقد كان الجزار يعلم أن خرافه أجبن من أن تحاول الهرب.... وجد الخروف الشاب نفسه خارج الزريبة..... لم يكد يصدق عينيه.... صاح في رفاقه داخل الزريبة للخروج والهرب معه قبل أن يطلع الصباح.... ولكن كانت المفاجأة أنه لم يخرج أحد من القطيع.... بل كانوا جميعا يشتمون ذلك الكبش ويلعنونه و يرتعدون خوفا من بطش الجزار عندما سينكشف الامر...
وقف ذلك الكبش الشجاع ينظر الى القطيع..... في انتظار قرارهم الاخير...
تحدث افراد القطيع مع بعضهم في شأن ما اقترحه عليهم ذلك الكبش من الخروج من الزريبة والنجاة بانفسهم من سكين الجزار... فجاء القرار النهائي بالاجماع مخيبا ومفاجئا للكبش الشجاع!
في صباح اليوم التالي ....جاء الجزار الى الزريبة ليكمل عمله.... فكانت المفاجأة مذهلة.... سياج الزريبة مكسور... ولكن القطيع موجود داخل الزريبة ولم يهرب منه أحد!.... ثم كانت المفاجأة الثانية حينما رأى في وسط الزريبة خروفا ميتا..... وكان جسده مثخنا بالجراح وكأنه تعرض للنطح!.... نظر اليه ليعرف حقيقة ماحدث.... صاح الجزار:... يا الله ... انه ذلك الكبش القوي الذي فلت مني يوم أمس!!!
نظرت الخراف الى الجزار بعيون الامل ونظرات الاعتزاز والفخر بما فعلته مع ذلك الخروف "الارهابي" الذي حاول أن يفسد علاقة الجزار بالقطيع ويعرض مصالحه ووئامهم للخطر!.... كانت سعادة الجزار أكبر من أن توصف.... حتى أنه صار يحدث القطيع بكلمات الاعجاب والثناء:
أيها القطيع .. كم افتخر بكم وكم يزيد احترامي لكم في كل مرة اتعامل بها معكم...
ايتها الخراف الجميلة ...لدي خبر سعيد سيسركم جميعا... وذلك تقديرا مني لتعاونكم منقطع النظير.... أنني وبداية من هذا الصباح لن أقدم على سحب أي واحد منكم الى المسلخ بالقوة كما كنت أفعل من قبل... فقد اكتشفت انني كنت قاسيا عليكم, وان ذلك يجرح كرامتكم.... كل ما عليكم أن تفعلوه يا خرافي الاعزاء أن تنظروا الى تلك السكين المعلقة على باب المسلخ.... فاذا لم تروها معلقة فهذا يعني أنني أنتظركم داخل المسلخ.... فتأتوا واحدا تلو الاخر... وتجنبوا التزاحم على باب المسلخ!....
وفي الختام لا انسى أن اشيد بدستوركم العظيم ..... "لا للمقاومة"...!!!!
القادسية- المساهمات : 329
تاريخ التسجيل : 07/04/2009
مواضيع مماثلة
» دن ما ننطي وهد واوينا - عبدالله البصري
» الحكومة "العراقية" المنتظرة... قل اعوذ برب الفلق...عوني القلمجي
» عراقنا عربي وليخسأ الفرس والاكراد المستوطنون...بواسطة عبدالله البصري
» من يهدر اموال المسلمين؟... مقارنة بين تكلفة ساعة مكة ومشاريع عملاقة في العالم بالصور....عبدالله البصري
» ايران تجري مناورات عسكرية قرب الحدود العراقية
» الحكومة "العراقية" المنتظرة... قل اعوذ برب الفلق...عوني القلمجي
» عراقنا عربي وليخسأ الفرس والاكراد المستوطنون...بواسطة عبدالله البصري
» من يهدر اموال المسلمين؟... مقارنة بين تكلفة ساعة مكة ومشاريع عملاقة في العالم بالصور....عبدالله البصري
» ايران تجري مناورات عسكرية قرب الحدود العراقية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين سبتمبر 02, 2013 10:48 am من طرف الحقيقية
» نساعدك فى تخطى ازمات حياتك
الجمعة أكتوبر 12, 2012 12:48 pm من طرف علاج نفسى
» وهل يعلم العراقيون سبب التدفق اليهودي الغريب الى كركوك وشراء العقارات فيها بخمس أضعافها!؟
الخميس مايو 31, 2012 1:39 pm من طرف القادسية
» نداء عاجل الى الشعب المصري الثائر: الاحزاب والجيش وقناة الجزيرة تخدعك وتسرق ثورتك خدمة لاسرائيل وامريكا
الإثنين يونيو 13, 2011 3:58 pm من طرف القادسية
» كاميليا وملحمة التوحيد...د. أكرم حجازي
الخميس مايو 12, 2011 12:17 am من طرف القادسية
» بين رسالة هارون الرشيد لملك الروم ورسالة القذافى لأوباما
السبت مايو 07, 2011 6:53 pm من طرف ايلاف
» أذن أيمن مترى وروح الشهيدة سلوى وأطفالها
الأحد أبريل 24, 2011 5:55 pm من طرف ايلاف
» تقسيم ليبيا
الإثنين أبريل 11, 2011 7:01 am من طرف ايلاف
» رسالة إلى نيرون قطر ...ارسلها محمد تامالت
الجمعة مارس 25, 2011 7:44 pm من طرف القادسية